تعد مناسبة عيد الأضحى من المحطات التي يستفيد منها مربوا الأغنام والماعز, عبر تجهيز منتوجاتهم لتسويقها خلال العيد الاضحى وهي عبارة عن جديان وخرفان مهيأة للعيد, لكن بدأ المربون خلال السنوات الأخيرة يجدون صعوبات بالجملة تتلخص أهمها فيما يلي :
- غلاء الأعلاف : فقد عرفت الأعلاف خلال المدة الأخيرة ارتفاعا مهولا في السوق العالمية بسبب تزايد الطلب عليها, وهذا راجع الى أن نظام تربية المواشي خصوصا في الغرب صار يعتمد أكثر فأكثر على نظام التربية المكثف, بحيث تعتمد على حبس المواشي في الحظائر وتقديم الاعلاف للنقص من الجهد المبذول في المشي وتفادي ضياع الطاقة (لا أوافق على ذلك لأسباب صحية)
كما ساهمت عدة اسباب أخرى في غلاء اسعار العلف منها تدهور حالة المراعي بسبب التغيرات المناخية وتزايد عدد المواشي والتوسع الديمغرافي للبشر والزراعات الأخرى على حساب المساحات الرعوية…
- طول المدة الفاصلة بين الولادة وعيد الأضحى : طبعا اذا علمنا أن الخروف يجب تسويقه بعد 6 أشهر من التسمين لمناسبة عيد الأضحى فان الفترة الفاصلة بين ولادات الاغنام والماعز الان بدأت تتقلص شيئا فشيئا مما أرغم المربين على الاحتفاظ ببعض الولادات المتأخرة للسنة الى السنة الأخرى قصد تجهيزها وهذا يكلف مزيدا من مصاريف التغذية والاعلاف, الشيء الذي يؤدي بهم الى البيع قبلا وانعاج تجارة الوسطاء على حساب المربي.
- الوفيات المرتفعة للخرفان : فقد بدأت في السنين الأخيرة تظهر بعض الحالات المرضية التي كانت نادرة في السنين الأخيرة, بسبب عدة عوامل منها ارتفاع درجات حرارة الأرض والاعتماد على الزراعات الكيماوية للأعلاف الى غير ذلك من الأسباب, مما يكبد مربي الماشية مزيدا من الخسائر بسبب وفيات الخرفان خصوصا عند الجهل بقواعد الوقاية عند البعض…
تزاوج الاغنام
لتجاوز هذه الصعوبات أريد أن أقترح بعضا من الحلول التي يمكن أن تخفض من معاناة المربي قصد الاستفادة من القيمة المضافة للخروف عند تسويقه خلال مناسبة عيد الأضحى وقطع الطريق على الوسطاء الذين يقتاتون على معاناة المربي :
- تنظيم الولادات لتلائم التوقيت الجديد لعيد الأضحى : لا أقصد هنا تغيير كلي لموعد التزاوج بل فقط تنظيم مرحلة التزاوج حتى لا نترك مجالا كبيرا للولادات, ويبقى الهدف الأسمى هو تجهيز الغنم للسفاد في وقت واحد والولادة في غضون شهر ونصف لكي نستفيد من أكبر قدر ممكن من الخرفان عند التسمين للعيد الأضحى.
- تكوين نظام تسيير ناجع لمخزن الاعلاف : بحيث يتم حساب الاعلاف التي تكفي لتغطية حاجيات القطيع للسنة بأكملها واقتناء ما لا يفسد منها مثل البرسيم والشعير والذرة خلال فترات الحصاد للاستفادة من السعر الأدنى على طول السنة.
- تفادي الوفيات عند الخرفان عبر برمجة تدخل للتلقيح على طول السنة الفلاحية واحترام المواعيد, ويمكنكم الاطلاع على برنامج التلقيحات التي يمكن انجازها خلال كل سنة من المقال أسفله
- محاربة صعوبات الانتاج والتسويق عبر التنظيمات المهنية بين مربي الماشية : حيث ان تكتل مجموعة من مربي الماشية في تعاونيات أو تجمعات ذات نفع اقتصادي يمكنهم من مواجهة كل تحديات العولمة ومقاومة الوسطاء عبر انجاز وحدات تسمين مجتمعة ومحلات تخزين الأعلاف الى غير ذلك من الافكار الناجعة.